"إننا نقترب فعلا من عالم المجهول الشاسع، إذ ندرك أن المادة كلها قد أصبحت من الوجهة العلمية مجرد مظهر لوحدة عالمية هي في جوهرها كهربائية. ولكن مما لا ريب فيه أن المصادفة لم يكن لها دخل في تكوين الكون، لأن هذا العالم العظيم خاضع للقانون".
"إن ارتقاء الإنساني الحيواني إلى درجة كائن مفكر شاعر بوجوده، هو خطوة أعظم من أن تتم عن طريق التطور المادي، ودون قصد ابتداعي.
"وإذا قبلت واقعية القصد، فإن الإنسان بوصفه هذا قد يكون جهازا. ولكن ما الذي يدير هذا الجهاز ؟ لأنه بدون أن يدار لا فائدة منه. والعلم لا يعلل من يتولى إدارته، وكذلك لا يزعم أنه مادي. "
"لقد بلغنا من التقدم درجة تكفي لأن نوقن بأن الله قد منح الإنسان قبسا من نوره... "
وهكذا بدأ العلم يخرج من سجن المادية وجدرانها بوسائله الذاتية، فيتصل بالجو الطليق الذي يشير القرآن إليه بمثل تلك الآية الكريمة:(فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون). ونظائره المتعددة. وإن يكن بيننا نحن من أقزام التفكير والشعور من لا يزال يغلق بكلتا يديه نوافذ النور على نفسه وعلى من حوله باسم العلم ! في تخلف عقلي عن العلم، وفي تخلف روحي عن الدين، وفي تخلف شعوري عن الحرية الطليقة في معرفة الحقيقة ! وفي تخلف إنساني عما يليق بالكائن الإنساني الكريم !
فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون..(إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين)..


الصفحة التالية
Icon