أي فلست لشر فعليه ومن القلب قوله تعالى :(فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ)، الأصل : فعميتم عنها. ومنه قوله تعالى (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) إن المعنى لتنوء العصبة بها، أي لتنهض بها متثاقلة والحاصل أن هذا الأسلوب وارد عند العرب وفي أساليبهم، وقد جاء به القرآن الكريم، وهو يمنح المعنى قوة وجمالا.
[سورة الحاقة (٦٩) : الآيات ٣٨ إلى ٥٢]
فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨) وَما لا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢)
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧)
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢)
الإعراب :
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة " ١ "، (بما) متعلّق بـ (أقسم)، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) الثاني في محلّ جرّ معطوف على ما الأوّل (لا) نافية (اللام) في موضع لام القسم (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (قول) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (ما) زائدة لتأكيد القلّة...
جملة :" لا أقسم... " لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :" تبصرون... " لا محلّ لها صلة الموصول الأول.
وجملة :" لا تبصرون... " لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
(١) أو هي لا النافية للجنس، والمنفي بها مقدّر أي لا ردّ لإنكارهم البعث. ثمّ يستأنف بالقسم.