قال الليث : اللظى، اللهب الخالص، يقال : لظت النار تلظى لظى، وتلظت تلظياً، ومنه قوله :﴿نَاراً تلظى﴾ [ الليل : ١٤ ] ولظى علم للنار منقول من اللظى، وهو معرفة لا ينصرف، فلذلك لم ينون، وقوله :﴿نَزَّاعَةً﴾ مرفوعة، وفي سبب هذا الارتفاع وجوه الأول : أن تجعل الهاء في أنها عماد، أو تجعل لظى اسم إن، ونزاعة خبر إن، كأنه قيل : إن لظى نزاعة والثاني : أن تجعل الهاء ضمير القصة، ولظى مبتدأ، ونزاعة خبراً، وتجعل الجملة خبراً عن ضمير القصة، والتقدير : إن القصة لظى نزاعة للشوى والثالث : أن ترتفع على الذم، والتقدير : إنها لظى وهي نزاعة للشوى، وهذا قول الأخفش والفراء والزجاج.
وأما قراءة النصب ففيها ثلاثة أوجه أحدها : قال الزجاج : إنها حال مؤكدة، كما قال :﴿هُوَ الحق مُصَدّقاً﴾ [ فاطر : ٣١ ] وكما يقول : أنا زيد معروفاً، اعترض أبو علي الفارسي على هذا وقال : حمله على الحال بعيد، لأنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال، فإن قلت في قوله :﴿لظى﴾ معنى التلظي والتلهب، فهذا لا يستقيم، لأن لظى اسم علم لماهية مخصوصة، والماهية لا يمكن تقييدها بالأحوال، إنما الذي يمكن تقييده بالأحوال هو الأفعال، فلا يمكن أن يقال : رجلاً حال كونه عالماً، ويمكن أن يقال : رأيت رجلاً حال كونه عالماً وثانيها : أن تكون لظى اسماً لنار تتلظى تلظياً شديداً، فيكون هذا الفعل ناصباً، لقوله :﴿نَزَّاعَةً﴾ وثالثها : أن تكون منصوبة على الاختصاص، والتقدير : إنها لظى أعنيها نزاعة للشوى، ولم تمنع.
المسألة الثالثة :
﴿الشوى﴾ الأطراف، وهي اليدان والرجلان، ويقال للرامي : إذا لم يصب المقتل أشوى، أي أصاب الشوى، والشوى أيضاً جلد الرأس، واحدتها شواة ومنه قول الأعشى :
قالت قتيلة ماله.. قد جللت شيباً شواته


الصفحة التالية
Icon