وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) ﴾
قرأ جمهور السبعة :" سأل " بهمزة مخففة، قالوا والمعنى : دعا داع، والإشارة إلى من قال من قريش ﴿ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ﴾ [ الأنفال : ٣٢ ]. وروي أن قائل ذلك النضر بن الحارث، وإلى من قال :﴿ ربنا عجل لنا قطنا ﴾ [ ص : ١٦ ]، ونحو هذا، وقال بعضهم المعنى : بحث باحث، واستفهم مستفهم، قالوا والإشارة إلى قول قريش : متى هذا الوعد؟ وما جرى مجراه قاله الحسن وقتادة، فأما من قال استفهم مستفهم فالباء توصل توصيل عن، كأنه قال عن عذاب، وهذا كقول علقمة بن عبدة :[ الطويل ]
فإن تسألوني بالنساء فإنني... بصير بأدواء النساء طبيب
وقرأ نافع بن عامر :" سال سائل " ساكنة الألف، واختلفت القراءة بها، فقال بعضهم : هي " سأل " المهموزة، إلا أن الهمزة سهلت كما قال لا هناك المرتع ونحو ذلك. وقال بعض هي لغة من يقول سلت أسأل، ويتساولون، وهي بلغة مشهورة حكاها سيبويه، فتجيء الألف منقلبة من الواو التي هي عين كقال وحاق، وأما قول الشاعر [ حسان بن ثابت ] :[ البسيط ]
سالت هذيل رسول الله فاحشة... ضلّت هذيل بما سالت ولم تصب
فإن سيبويه قال : هو على لغة تسهيل الهمزة. وقال غيره : هو على لغة من قال : سلت، وقال بعضهم في الآية : هو من سال يسيل : إذا جرى وليست من معنى السؤال، قال زيد بن ثابت : في جهنم واد يسمى سايلاً، والاخبار هاهنا عنه.