ويدخل فيها أمانات الناس من الودائع، وقد مضى هذا كله مستوفًى في سورة "النساء".
وقرأ عباس الدُّوري عن أبي عمرو ويعقوب ﴿ بِشَهَادَاتِهِم ﴾ جمعاً.
الباقون ﴿ بِشَهَادَتِهِم ﴾ على التوحيد، لأنها تؤدّي عن الجمع.
والمصدر قد يفرد وإن أضيف إلى جمع، كقوله تعالى :﴿ إِنَّ أَنكَرَ الأصوات لَصَوْتُ الحمير ﴾ [ لقمان : ١٩ ].
وقال الفراء : ويدلّ على أنها ﴿ بِشَهَادَتِهِم ﴾ توحيداً قوله تعالى :﴿ وَأَقِيمُواْ الشهادة لِلَّهِ ﴾ [ الطلاق : ٢ ].
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ قال قتادة : على وضوئها وركوعها وسجودها.
وقال ابن جُرَيج : التطوع.
وقد مضى في سورة "المؤمنون".
فالدوام خلاف المحافظة.
فدوامهم عليها أن يحافظوا على أدائها لا يُخِلُّون بها ولا يشتغلون عنها بشيء من الشواغل، ومحافظتهم عليها أن يراعوا إسباغ الوضوء لها ومواقيتها، ويقيموا أركانها، ويكملوها بسننها وآدابها، ويحفظوها من الإحباط باقتراب المأثم.
فالدوام يرجع إلى نفس الصلوات والمحافظة إلى أحوالها.
﴿ أولئك فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ﴾ أي أكرمهم الله فيها بأنواع الكرامات. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon