"عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ" فتخلق خلقا أحسن منهم طاعة وتصديقا كما أهلكنا القرون الأولى واستبدلنا بهم غيرهم وهو أهون علينا "وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ" ٤١ ولا عاجزين عن ذلك ولا مغلوبين عليه ولا يفوتنا أحد بذلك "فَذَرْهُمْ" يا سيد الرسل "يَخُوضُوا" في أباطيلهم "وَيَلْعَبُوا" في لهوهم "حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ" ٤٢ وهو "يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ" القبور "سِراعاً" لإجابة الداعي يوم ينفخ في الصور النفخة الثانية "كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ" شيء منصوب كالعلم والراية وشبهها "يُوفِضُونَ" ٤٣ يستبقون إليه أيهم يصله قبل كما كانوا يتسابقون إلى أصنامهم في الدنيا ولكنهم
"خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ" لما لحقهم من الخوف والفزع والهوان خاضعين "تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ" وتعشاهم مذلّة وحقار بخلاف حالتهم في الدنيا، إذ كانوا ضاحكين بهيجين لأنهم لم يحسبوا لهذا اليوم حسابه "ذلِكَ" اليوم الموصوف بما ذكر الذي ظهر لهم عيانا واعترفوا به "الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ" ٤٤ به على لسان رسلهم في الدنيا والذي كانوا يكذبون به.
وقد ختمت هذه السورة بمثل ما ختمت به سورة الذاريات فقط.
هذا واللّه أعلم، واستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٤٠٦ ـ ٤١٢﴾