فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة
قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة المعارج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى (سأل) يقرأ بالهمزة وبالألف وفيه ثلاثة أوجه: أحدها هي بدل من الهمزة على التخفيف.والثانى هي بدل من الواو على لغة من قال: هما يتساولان.
والثالث هي من الياء من السيل، والسائل يبنى على الأوجه الثلاثة، والباء بمعنى عن وقيل هي على بابها: أي سال بالعذاب كما يسيل الوادي بالماء واللام تتعلق بواقع، وقيل هي صفة أخرى للعذاب، وقيل يسأل ؟ ؟، وقيل التقدير، هو للكافرين، و (من) تتعلق بدافع: أي لا يدفع من جهة الله، وقيل تتعلق بواقع، ولم يمنع النفى ذلك لأنه ليس فعل، و (ذى) صفة لله تعالى، و (تعرج) مستأنف، و (يوم تكون) بدل من قريب (ولا يسأل) بفتح الياء: أي حميما عن حاله، ويقرأ
بضمها والتقدير: عن حميم، و (يبصرونهم) مستأنف، وقيل حال وجمع الضمير على معنى الحميم، و (يود) مستأنف أو حال من ضمير المفعول أو المرفوع، و (لو) بمعنى أن.
قوله تعالى (نزاعة) أي هي نزاعة، وقيل هي بدل من لظى، وقيل كلاهما خبر، وقيل خبر إن، وقيل لظى بدل من اسم إن، ونزاعة خبرها، وأما النصب فقيل هو حال من الضمير في (تدعو) مقدمة، وقيل هي حال مما دلت عليه لظى أي تتلظى نزاعة، وقيل هو حال من الضمير في لظى على أن تجعلها صفة غالبة مثل الحارث والعباس، وقيل التقدير: أعنى.
وتدعو يجوز أن يكون حالا من الضمير في نزاعة إذا لم تعمله فيها، و (هلوعا) حال مقدرة، و (جزوعا) حال أخرى والعامل فيها هلوعا، وإذا ظرف لجزوعا، وكذلك (منوعا).
قوله تعالى (إلا المصلين) هو استثناء من الجنس، والمستثنى منه الإنسان وهو جنس، فلذلك ساغ الاستثناء منه.