وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
وقوله تعالى :﴿ إن الإنسان ﴾
عموم لاسم الجنس، لكن الإشارة هنا إلى الكفار، لأن الأمر فيهم وكيد كثير، والهلع جزع واضطراب يعتري الإنسان عند المخاوف وعند المطامع ونحوه قوله عليه السلام :" شر ما في الإنسان شح هالع ". وقوله ﴿ إذا مسه ﴾، الآية، مفسر للهلع، وقوله تعالى :﴿ إلا المصلين ﴾ أي إلا المؤمنين الذين أمر الآخرة أوكد عليهم من أمر الدنيا، والمعنى أن هذا المعنى فيهم يقل لأنهم يجاهدون بالتقوى، وقرأ الجمهور :" على صلاتهم " بالإفراد، وقرأ الحسن :" صلواتهم " بالجمع. وقوله تعالى :﴿ دائمون ﴾ قال الجمهور المعنى : مواظبون قائمون لا يملون في وقت من الأوقات فيتركونها وهذا في المكتوب، وأما النافلة فالدوام عليها الإكثار منها بحسب الطاقة، وقد قال عليه السلام :" أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه ". وقال ابن مسعود : الدوام صلاتها لوقتها، وتركها كفر، وقال عقبة بن عامر :﴿ دائمون ﴾ يقرؤون في صلاتهم ولا يلتفتون يميناً ولا شمالاً. ومنه الماء الدائم.
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤)


الصفحة التالية
Icon