وعلى تأويل الوقار قال قتادة : الوقار : العاقبة، أي ما لكم لا ترجون لله عاقبة، أي عاقبة الإِيمان، أي أن الكلام كناية عن التوبيخ على تركهم الإِيمان بالله، وجعل أبو مسلم الأصفهاني : الوقار بمعنى الثبات، قال : ومنه قوله تعالى :﴿ وقَرْن في بيوتكن ﴾ [ الأحزاب : ٣٣ ] أي اثبُتن، ومعناه ما لكم لا تُثبتون وحدانية الله.
وتتركب من هذين التأويلين معان أخرى من كون الوقار مسنداً في التقدير إلى فاعله أو إلى مفعوله، وهي لا تخفى.
وأما قوله ﴿ لله ﴾ فالأظهر أنه متعلق بـ ﴿ ترجون، ﴾ ويجوز في بعض التأويلات الماضية أن يكون متعلقاً بـ ﴿ وقاراً ﴾ : إمَّا تعلّق فاعل المصدر بمصدره فتكون اللام في قوله ﴿ لله ﴾ لشبه الملك، أي الوقارَ الذي هو تصرف الله في خلقه إن شاء أن يوقركم، أي يكرمكم بالنعيم، وإِمّا تعلقَ مفعوللِ المصدر، أي أن توقروا الله وتخشوه ولا تتهاونوا بشأنه تهاون من لا يخافه فتكون اللام لام التقوية.
وجملة ﴿ وقد خلقكم أطواراً ﴾ حال من ضمير ﴿ لكم ﴾ أو ضمير ﴿ تَرْجُون ﴾، أي في حال تحققكم أنه خلقكم أطواراً.
فأما أنه خلقهم فمُوجِب للاعتراف بعظمته لأنه مكونهم وصانعهم فحق عليهم الاعتراف بجلاله.


الصفحة التالية
Icon