لإخراج الكافر لأنهم من جملة من دخلوا بيته "وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ" عامة فتشتمل دعوته هذه كل مؤمن ومؤمنة من آدم إلى آخر الدوران "وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً" ٢٨ هلاكا ودمارا وخرابا، فاستجاب اللّه تعالى دعاءه فأغرقهم جميعا على الصورة المارة في قصته في سورة هود المذكورة، أما وقد أجاب اللّه دعاءه بإهلاك قومه ومن على أرضه في زمنه، فهو أكرم من أن لا يجيب دعاءه بالمغفرة له وللمؤمنين قبله وبعده بمنه وكرمه وعسى أن تكون ممن شملته دعوته بالمغفرة لعموم لفظها بلطفه وعطفه ومنّه.
ولا توجد سورة مختومة بما ختمت به، ولم تكرر في القرآن أيضا، ومثل ما بدئت به مر في سورة القدر في ج ١.
هذا، واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العظيم، وصلى اللّه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، آمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٢٦٤ ـ ٢٧١﴾


الصفحة التالية
Icon