ماتَ أولئكَ قالَ لمَنْ بعدَهُم إنَّهم كانُوا يعبدُونَهُم فعبدُوهُم، وقيلَ كان ودٌّ على صورةِ رجلٍ، وسواعٌ على صورةِ امرأةٍ، ويغوثُ على صورة أسدٍ، ويعوقُ على صورةِ فرسٍ، ونسرٌ على صورةِ نسرٍ. وقُرِىءَ وُداً بضمِّ الواوِ ويغوثاً ويعوقاً للتناسبِ، ومنعُ صرفِهِما للعُجْمةِ والعلميةِ. ﴿ وَقَدْ أَضَلُّواْ ﴾ أي الرؤساءُ ﴿ كَثِيراً ﴾ خلقاً كثيراً، أو الأصنامُ كقولِهِ تعالَى :﴿ رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس ﴾ ﴿ وَلاَ تَزِدِ الظالمين إِلاَّ ضَلاَلاً ﴾ عطفٌ على قولِهِ تعالَى :﴿ رَّبّ إِنَّهُمْ عصونى ﴾ على حكايةِ كلامِ نوحٍ بعدَ قالَ وبعدَ الواوِ النائبةِ عنهُ أيْ قالَ ربِّ إنَّهُم عصَوني، وقالَ لا تزدِ الظالمينَ إلا ضلالاً. ووضعُ الظَّاهرِ موضعَ ضميرِهِم للتسجيلِ عليهِم بالظلمِ المفرطِ وتعليلِ الدعاءِ عليهِم بهِ. والمطلوبُ هو الضَّلالُ في تمشيةِ مكرِهِم ومصالحِ دُنياهُم أو الضياعُ والهلاكُ كما في قولِهِ تعالَى :﴿ إِنَّ المجرمين فِى ضلال وَسُعُرٍ ﴾ ويؤيدُهُ ما سيأتي من دعائِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.