هذا، وقد ضعف هذا الحديث جماعة كما ذكره البيهقي في كتابه (الخلافيات) بأسانيد وأجاب عنها كلها، والذي صح عن علقمة قال : قلت لابن مسعود وهل صحب النبي صلى اللّه عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال ما صحبه منا أحد (فمن هنا ظهر ضعف حديث التوضؤ بنبيذ التمر إذ يقول فيه إن ابن مسعود
صحب النبي صلّى اللّه عليه وسلم فقط بعد أن قال ما قال، وهنا يقول هو نفسه ما صحبه منا
أحد اللهم الا أن يريد ما صحبه غيره، تدبر.
على أن ابن تيمية قال إن ابن عباس علم مادل عليه القرآن ولم يعلم ما علمه ابن مسعود وابو هريرة من إتيان الجن له صلّى اللّه عليه وسلم ومكالمتهم إياه، وواقعة الجن هذه كانت قبل الهجرة بأكثر من ثلاث سنين قال الواقدي إنها وقعت سنة إحدى عشرة من النبوة، والصحيح ما ذكره البرزنجي أنها في العاشرة، لأنها قبل الإسراء، والإسراء وقع في العاشرة، فلا يصح أن تكون حادثة الجن بعده لأنها قبله على الصحيح.
وقالوا إن قصة الجن وقعت مع النبي صلّى اللّه عليه وسلم ست مرات) رجوع إلى قول ابن مسعود : وقال ولكنا كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ذات ليلة فقصدناه فالتمسناه في الأودية والشعبات فقلنا استطير أو اغتيل، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء فقلنا يا رسول اللّه فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا شر ليلة يأت بها قوم، قال أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن، قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار منازلهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم اللّه عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون عليه لحما وكل بعرة علفا لدوابكم.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فانهما طعام إخوانكم الجن.
زاد في رواية : قال الشعبي وكانوا من جن الجزيرة - أخرجه مسلم في صحيحه. -
مطلب رواية الجن ورمي النجوم :