ويفهم من هذا الحديث أن الرجم بالنجوم لم يكن قبل مبعث النبي صلى اللّه عليه وسلم على أن الزهري روى عن علي بن الحسن رضي اللّه عنهما عن ابن عباس قال بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم جالس في نفر من الأنصار إذ رمي بنجم فاستنار، فقال ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية ؟ قالوا كنا نقول يموت عظيم أو يولد عظيم، وروى عن معمر قال قلت المزهري أكان الرمي بالنجوم في الجاهلية ؟ قال نعم قلت رأيت قوله تعالى (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ) الآية الآتية، قال غلّفت وشدد أمرها حين بعث النبي صلّى اللّه عليه وسلم.
وقال ابن ابن قتيبة مثله، وبهذا ارتفع التعارض بين الحديثين ويظهر من هذا كله أن الجن موجودون وأن النبي رآهم وأنهم مكلفون مثل البشر، وأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم مرسل إليهم وأن رميهم بالشهب كان قبلا وزاد بمبعثه، وان الاعتقاد بذلك كله واجب
وأن العرب كانت تعرف الرمي قبل الإسلام لوجود ذكره في أشعارهم في الجاهلية قال بشر ابن أبي حازم :
والعير يرهقها الغبار وجحشها ينقض خلفها انقضاض الكوكب
وقال اويس بن حجر :
وانقض كالدري يتبعه نقع يثور تخاله طينا
وقال عوف بن الجزع يصف فرسا :
يرد علينا العير من دون الفه أو الثور كالدري يتبعه الدم


الصفحة التالية
Icon