"وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ" في معاملتهم بعضهم مع بعض وسائر الخلق لا يريدون إلا الخير "وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ" يخلطون عملا صالحا وآخر سيئا مع أنفسهم وغيرهم لانا "كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً" ١١ جماعات متفرقين وأصنافا متقطعين مسلمين كاملين ومسلمين فاسقين وآخرين كافرين مثل الإنس الآن، إذ منهم المؤمن والكافر والفاسق وبين ذلك، كالنصيرية والدروز والإسماعيلية والعلوية والرافضة والقدرية والمرجئة والكرامية والدهرية وغيرهم، فرقا متباينة بالأخلاق والعادات والتدين "وَأَنَّا ظَنَنَّا" تحققنا وأيقنا، وهكذا كلّ ظن في القرآن يكون معناه اليقين "أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ" إذا فررنا في أقطارها فإنا نكون في قبضة متى أراد "وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً" ١٢ إلى آفاق السماء ولانا تحققنا أنه قادر علينا أينما كنا لانفلت من قبضته ولا مقر لنا منه أبدا كيف وهو جل جلاله يقول (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) الآية ٦٦ من سورة الزمر في ج ٢ هذا "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى " من حضرة الرسول "آمَنَّا بِهِ" أي القرآن الذي قرأه علينا المعبر عنه بالهدى جزمنا بأنه من اللّه وآمنا به وبمن أنزله عليه المرسل لهداية الخلق إنسهم وجنهم


الصفحة التالية
Icon