فصل فى التعريف بالسورة الكريمة


قال ابن عاشور :
سورة الجن
سميت في كتب التفسير وفي المصاحف التي رأيناها ومنها الكوفي المكتوب بالقيروان في القرن الخامس ( سورة الجن ). وكذلك ترجمها الترمذي في كتاب التفسير من ( جامعه )، وترجمها البخاري في كتاب التفسير ( سورة قل أوحي إليَّ ).
واشتهرت على ألسنة المُكَتِّبين والمتعلمين في الكتَاتيب القرآنية باسم ) قل أوحي ( ( الجن : ١ ).
ولم يذكرها في ( الإِتقان ) في عداد السور التي لها أكثر من اسم ووجه التسميتين ظاهر.
وهي مكية بالاتفاق.
ويظهر أنها نزلت في حدود سنة عشر من البعثة. ففي ( الصحيحين ) و ( جامع الترمذي ) من حديث ابن عباس أنه قال : انطلق رسول الله ( ﷺ ) في طائفة من
أصحابه عامدين إلى سُوق عكاظ بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاةَ الفجر وأنه استمع فريق من الجن إلى قراءته فرجعوا إلى طائفتهم فقالوا :( إنا سمعنا قرآناً عجَباً ( ( الجن : ١ ) وأنزل الله على نبيئه ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ( ( الجن : ١ ).
وذكر ابن إسحاق أن نزول هذه السورة كان بعد سفر رسول الله ( ﷺ ) إلى الطائف يطلب النصرة من ثقيف، أي وذلك يكون في سنة عشر بعد البعثة وسنة ثلاث قبل الهجرة.
وقد عُدّت السورة الأربعين في نزول السور نزلتْ بعد الأعراف وقبل يس.
واتفق أهل العدد على عد آيها ثماناً وعشرين. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢٩ صـ ٢١٦ ـ ٢١٧﴾


الصفحة التالية
Icon