فصل


قال الفخر :
النوع الرابع : من جملة الموحى قوله تعالى :
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩)
اعلم أن عبد الله هو النبي ﷺ في قول الجميع، ثم قال الواحدي : إن هذا من كلام الجن لا من جملة الموحى، لأن الرسول لا يليق أن يحكي عن نفسه بلفظ المغايبة وهذا غير بعيد، كما في قوله :﴿يَوْمٍ يُحْشَرُ المتقين إِلَى الرحمن وَفْداً﴾ [ مريم : ٨٥ ] والأكثرون على أنه من جملة الموحى، إذ لو كان من كلام الجن لكان ما ليس من كلام الجن.
وفي خلل ما هو كلام الجن مختلاً بعيداً عن سلامة النظم وفائدة هذا الاختلاف أن من جعله من جملة الموحى فتح الهمزة في أن، ومن جعله من كلام الجن كسرها، ونحن نفسر الآية على القولين، أما على قول من قال : إنه من جملة الموحى فالضمير في قوله :﴿كَادُواْ﴾ إلى من يعود ؟ فيه ثلاثة أوجه أحدها : إلى الجن، ومعنى {قَامَ...


الصفحة التالية
Icon