ولما كان القاسطون أكثر الناس بل الناس كلهم في ذلك الزمان جناً وإنساً، قال مبيناً لأنه يجوز على الأنبياء أن يؤذوا وينتقصوا رفعاً لدرجاتهم وتسلية لوراثهم وإن كانت رتبتهم تأبى ذلك، ﴿كادوا﴾ أي قرب القاسطون من الفريقين الجن والإنس ﴿يكونون عليه﴾ أي على عبد الله ﴿لبداً﴾ أي متراكمين بعضهم على بعض من شدة ازدحامهم حتى كان ذلك جبلة لهم تعجباً مما رأوا منه من عبادته وإرادة لرده عن ذلك، وذلك أمر لا يعجب منه، وإنما العجب ما فعلوا هم من عبادتهم لغيره سبحانه وتعالى ومن تعجبهم من عبادة عبده له وإخلاصه في دعائه، وهو جمع لبد - بكسر اللام، وقرىء بضم اللام جمع لبدة بضمها، وهي ما تلبد بعضه على بعض.


الصفحة التالية
Icon