ورابعها : أنا نشاهد ( ذلك ) في أصحاب الإلهامات الصادقة، وليس هذا مختصاً بالأولياء بل قد يوجد في السحرة أيضاً من يكون كذلك نرى الإنسان الذي يكون سهم الغيب على درجة طالعه يكون كذلك في كثير من أخباره وإن كان قد يكذب أيضاً في أكثر تلك الأخبار، ونرى الأحكام النجومية قد تكون مطابقة وموافقة للأمور، وإن كانوا قد يكذبون في كثير منها، وإذا كان ذلك مشاهداً محسوساً، فالقول بأن القرآن يدل على خلافه مما يجر الطعن إلى القرآن، وذلك باطل فعلمنا أن التأويل الصحيح ما ذكرناه، والله أعلم.
أما قوله تعالى :﴿فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً﴾ فالمعنى أنه يسلك من بين يدي من ارتضى للرسالة، ﴿وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً﴾ أي حفظة من الملائكة يحفظونه من وساوس شياطين الجن وتخاليطهم، حتى يبلغ ما أوحى به إليه، ومن زحمة شياطين الإنس حتى لا يؤذونه ولا يضرونه وعن الضحاك "ما بعث نبي إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين ( الذين ) يتشبهون بصورة الملك".
قوله تعالى :﴿لّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رسالات رَبّهِمْ﴾ فيه مسائل :
المسألة الأولى :
وحَّد الرسول في قوله :﴿إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾ [ الجن : ٢٧ ] ثم جمع في قوله :﴿أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رسالات رَبّهِمْ﴾ ونظيره ما تقدم من قوله :﴿فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خالدين﴾ [ الجن : ٢٣ ].
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon