يريد الجراد سماه جانياً لأنه يجني كل شيء، ويروى جابياً بالباء لأنه يجبي الأشياء بأكله، وقرأ جمهور السبعة وابن عباس :" لِبداً " بكسر اللام جمع لِبدة، وقال ابن عباس : أعواناً. وقرأ ابن عامر بخلاف عنه وابن مجاهد وابن محيصن :" لُبَداً " بضم اللام وتخفيف الباء المفتوحة وهو جمع أيضاً. وروي عن الجحدري :" لُبُدا " بضم اللام والباء. وقرأ أبو رجاء :" لِبداً " بكسر اللام، وهو جمع لا بد فإن قدرنا الضمير للجن فتقصفهم عليه لاستماع الذكر، وهذا تأويل الحسن وقتادة و﴿ أدعو ﴾ معناه أعبده، وقرأ جمهور السبعة وعلي بن أبي طالب :" قال إنما "، وهذه قراءة تؤيد أن العبد نوح، وقرأ عاصم وحمزة بخلاف عنه :" قال إنما " وهذه تؤيد بأنه محمد عليه السلام وإن كان الاحتمال باقياً من كليهما. واختلف القراء في فتح الياء من ﴿ ربي ﴾ وفي سكونها. ثم أمر تعالى محمداً نبيه عليه السلام بالتبري من القدرة وأنه لا يملك لأحد ﴿ ضراً ولا رشداً ﴾، بل الأمر كله لله. وقرأ الأعرج " رُشُداً " بضم الراء والشين، وقرأ أبيّ بن كعب " لكم غياً ولا رشداً ". وقولهم ﴿ من دونه ﴾ أي من عند سواه. و" الملتحد " : الملجأ الذي يمال إليه ويُركَن، ومنه الإلحاد الميل، ومنه اللحد الذي يمال به إلى أحد شقي القبر.
إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣)


الصفحة التالية
Icon