فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة المزمل صلى الله عليه وسلم
المزمل : أصله المتزمل من قولهم تزمل بثيابه إذا تلفف بها، ورتل القرآن :
أي اقرأه على تؤدة وتمهل مع تبيين حروفه، يقال ثغر رتل (بسكون التاء وكسرها) :
إذا كان مفلجا لا تتصل أسنانه بعضها ببعض، سنلقى عليك : أي سنوحى إليك، قولا ثقيلا : المراد به القرآن لما فيه من التكاليف الشاقة على المكلفين عامة وعلى الرسول خاصة، لأنه يتحملها بنفسه ويبلغها إلى أمته، ناشئة الليل : هى النفس التي تنشأ من مضجعها للعبادة : أي تنهض وترتفع من قولهم نشأت السحابة إذا ارتفعت وطأ : أي مواطأة وموافقة من قولهم واطأت فلانا على كذا إذا وافقته عليه ومنه قوله تعالى :" لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ " أي ليوافقوا، أقوم قليلا : أي أثبت قراءة، لحضور القلب وهدوء الأصوات، سبحا طويلا : أي تقلبا وتصرفا فى مهامّ أمورك، واشتغالا بشواغلك، فلا تستطيع أن تتفرغ للعبادة، فعليكها فى الليل، وأصل السبح : السير السريع فى الماء، واذكر اسم ربك : أي ودم على ذكره ليلا ونهارا، وتبتل إليه تبتيلا : أي انقطع عن كل شىء إلى أمر اللّه وطاعته، واتخذه وكيلا : أي وفوض كل أمر إليه.
الهجر الجميل : ما لا عتاب معه، والنعمة (بفتح النون) التنعم (وبكسر النون) الإنعام، مهّلهم : أي اتركهم برفق وتأنّ ولا تهتم بشأنهم، والأنكال : واحدها نكل (بكسر النون وفتحها) وهو القيد الثقيل، قالت الخنساء :
دعاك فقطّعت أنكاله وقد كن قبلك لا تقطع
والجحيم : النار الشديدة الإبقاد، ذا غصة : أي لا يستساغ فى الحلق فلا يدخل ولا يخرج، ترجف : أي تضطرب وتتزلزل، كثيبا : أي رملا مجتمعا، من قولهم : كثب الشيء إذا جمعه، مهيلا : أي رخوا ليّنا إذا وطئته القدم زل من تحتها، والوبيل :
الثقيل الرديء العقبى، من قولهم : كلأ وبيل : أي وخيم لا يستمرأ لثقله، والشيب :


الصفحة التالية
Icon