وقال ابن زنجلة :
٧٣ - سورة المزمل
إن ناشئة الليل هي أشد وطئا واقوم قيلا
قرأ أبو عمرو وابن عامر وطاء بكسر الواو ممدودة الألف وهو مصدر فاعلت مفاعلة و فعالا تقول واطأت فلانا على كذا مواطأة ووطاء أراد والله أعلم أن القراءة في الليل يواطئ فيها قلب المصلي لسانه وسمعه على التفهم والأداء والاستماع أكثر مما يتوطأ عليه بالنهار لأن الليل تنقطع فيه الأشغال وتهدأ فيه الأصوات والحركات عن ابن عباس وطاء قال يواطئ السمع القلب
وعن يونس أشد وطاء قال ملاءمة وموافقة ومن ذلك ليواطئوا أي ليوافقوا
وقرأ الباقون أشد وطئا بفتح الواو أي أثقل على المصلي من ساعات النهار وهو من قولهم اشتدت على القوم وطأة سلطانهم أي ثقل عليهم ما يلزمهم ويأخذه منهم وفي الحديث
اللهم اشدد وطأتك على مضر قال الزجاج ويجوز أن يكون أشد وطأ
اغلظ وأشد على الإنسان من القيام بالنهار لأن الليل جعل للنوم والسكون وقيل أشد وطأ أي أبلغ في الثواب لأن كل مجتهد فثوابه على قدر اجتهاده
قال آخرون منهم الفراء هي أشد وطئا أي هي أثبت قياما قال قتادة أشد وطا أي اثبت في الخير وأثبت للقلب والحفظ رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص رب المشرق بالرفع وقرأ الباقون بالخفض
الرفع يحتمل أمرين أحدهما أن يكون كما قال قبلها واذكر اسم ربك قطعه من الأول فقال رب المشرق فيكون على هذا خبر ابتداء محذوف والوجه الآخر أن يرفعه بالابتداء وخبره الجملة التي هي لا إله إلا هو ومن خفض فإنه عطفه على قوله قبله واذكر اسم ربك فجعل ما بعده معطوفا عليه إذ كان في سياقه إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ٢٠


الصفحة التالية
Icon