" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. يا أيها المزمل )
السّورة مكِّيّة، سوى آية واحدة من آخرها.
وآياتها ثمان عشرة فى عَدّ الكوفة، وتسعة عشر فى البصرة، وعشرون فى الباقين.
وكلماتها مائتان وخمس وثمانون.
وحروفها ثمانمائة وستّ وثلاثون.
المختلف فيها ثلاث آيات : المزَّمِّل، شيبا، ﴿إِلَيْكُمْ رَسُولاً﴾.
فواصل آياتها على الأَلف، إِلاَّ الآية الأُولى ؛ فإِنه باللاَّم، والأَخيرة ؛ فإِنَّها (بالرّاءِ).
مجموعها (رال).
سمّيت سورة المزَّمل ؛ لافتتاحها.
معظم مقصود السّورة : خطاب الانبساط مع سيّد المرسلين، والأَمرُ بقيام اللَّيل، وبيان حُجّة التَّوحيد، والأَمر بالصّبر على جفاءِ الكفَّار، وتهديدُ الكافر بعذاب النار، وتشبيه رسالة المصطفى برسالة موسى، والتخويف بتهويل القيامة، والتسهيل والمسامحة فى قيام اللَّيل، والحَثّ على الصدقة والإِحسان، والأَمر بالاستغفار من الذّنوب والعصيان، فى قوله :﴿وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
الناسخ والمنسوخ
فيها من المنسوخ ستّ آيات : ثلاث من أَوَّل السّورة :﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ﴾ ن ﴿وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً﴾، وقوله :﴿وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ﴾ م وقوله :﴿إِنَّ هذه تَذْكِرَةٌ﴾ ن آية السّيف.
المتشابهات
قوله تعالى :﴿فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾، وبعده :﴿مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ ؛ لأَنَّ الأَوّل فى الفَرْض، وقيل : فى النافلة : خارج الصّلاة، ثم ذكر سبب التخفيف، فقال :﴿سَيَكُوْنُ مِنْكُمْ مَّرْضَى﴾، ثم أَعاد فقال :﴿مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ والأَكثرون على أَنَّه فى صلاة المغرب، والعشاءِ.
فضل السّورة
حديث أُبىّ المعلوم ضعفه : من قرأَها (دُفع عنه العُسْر فى الدنيا والآخرة، وحديث علىّ : يا علىّ من قرأَها) أَعطاه الله ثواب العلماءِ، وله بكلّ آية قرأَها سِتْرٌ من النَّار. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٤٨٦ ـ ٤٨٧﴾


الصفحة التالية
Icon