﴿ ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ﴾
وقوله: ﴿ثُمَّ نَظَرَ... ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ...﴾.
ذكروا: أنه مرَّ على طائفة من المسلمين فى المسجد الحرام، فقالوا: هل لك إلى الإسلام يا أبا المغيرة؟ فقال: ما صاحبكم إِلاَّ ساحر، وما قوله إِلاَّ السحر تعلَّمه من مسيلمة الكذاب، ومن سحرة بابل، ثم قال: ولَّى عنهم مستكبراً قد عبَس وجهه وبسَر: كلَح مستكبراً عن الإيمان.
﴿ فَقَالَ إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴾
فذلك قوله: ﴿إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ...﴾ يأثره عن أهل بابل.
﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴾
قال الله جل وعز: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ...﴾.
وهى اسم من أسماء جهنم، فلذلك لم يُجْزَ، وكذلك "لظى".
﴿ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ﴾
وقوله: ﴿لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ...﴾.
مردود على سقر بنية التكرير، كما قال: ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ وكما قال فى قراءة عبدالله: ﴿وَهَذَا بَعْلِى شَيْخاً﴾ ولو كان "لواحةً للبشر" كان صوابا.
كما قال: ﴿إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِّلْبَشَرِ﴾. وفى قراءة أبى: "نذِيرٌ لِلْبشَر"
وكل صواب. وقوله: ﴿لَوَّاحَةٌ لِِّلْبَشَرِ...﴾.
تسوِّد البشرة بإحراقها.
﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُواْ إِيمَاناً وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِهَاذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾
وقوله: ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ...﴾.