" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. يا أيها المدثر )
السّورة مكِّيّة.
وآياتها ست وخمسون فى عدّ العراقى والبَزِّىّ، وخمس فى عدّ المكِّىّ.
وكلماتها مائتان وخمس وخمسون.
وحروفها أَلف وعشر.
المختلف فيها اثنان :﴿يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ﴾ فواصل آياتها (رُدْنها) على الدّال آية :﴿ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ﴾.
سمّيت المدّثِّر ؛ لمفتتحها.
مقصود السّورة : أَمر النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم بدعوة الخَلْق إِلى الإِيمان، وتقرير صعوبة القيامة على (الكفَّار و) أَهل العصيان، وتهديد وليد ابن مُغيرة بنقض القرآن، وبيان عدد زبانية النِّيران، وأَنَّ كلّ أَحد رَهْن بالإِساءَة والإِحسان، وملامة الكفَّار على إِعراضهم عن الإِيمان، وذكر وَعْد الكريم على التقوى بالرّحمة والغفران، فى قوله :﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ المَغْفِرَة﴾.
المنسوخ فيها آية واحدة : م ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ ن آية السيف.
المتشابهات
قوله :﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ أَعاد ﴿كَيْفَ قَدَّرَ﴾ مرّتين، وأَعاد ﴿قَدَّرَ﴾ ثلاث مرّات، لأَنَّ التقدير : إِنَّه - أَى الوليد - فكَّر فى شأْن محمّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما أَتى [به] وقدّر ماذا يمكنه أَن يقول فيهما.
فقال الله سبحانه - :﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ أَى القولَ فى محمّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ﴿ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ أَى القولَ فى القرآن.
قوله :﴿كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ﴾ أَى تذكير وعدل إِليها للفاصلة.
وقوله :﴿كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ﴾ وفى عبس ﴿إِنَّهَا تَّذْكِرَة﴾ لأَنَّ تقدير الآية فى هذه السّورة : إِنَّ القرآن تذكرة، وفى عبس : إِنَّ آيات القرآن
تذكرة، وقيل : حمل التذكرة على التذكير، لأَنَّها بمعناه.
فضل السّورة