ثم قال تعالى :﴿يَتَسَاءلُونَ * عَنِ المجرمين﴾ وفيه وجهان الأول : أن تكون كلمة عن صلة زائدة، والتقدير : يتساءلون المجرمين فيقولون لهم : ما سلككم في سقر ؟ فإنه يقال سألته كذا، ويقال : سألته عن كذا الثاني : أن يكون المعنى أن أصحاب اليمين يسأل بعضهم بعضاً عن أحوال المجرمين، فإن قيل : فعلى هذا الوجه كان يجب أن يقولوا : ما سلكهم في سقر ؟ قلنا : أجاب صاحب "الكشاف" عنه فقال : المراد من هذا أن المسؤولين يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين، فيقولون قلنا لهم : ما سلككم في سقر وفيه وجه آخر، وهو أن يكون المراد أن أصحاب اليمين كانوا يتساءلون عن المجرمين أين هم ؟ فلما رأوهم قالوا لهم : ما سلككم فى سقر والإضمارات كثيرة في القرآن.
مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢)