وينتصب الفعل بعدها بـ ( أنْ ) مضمرة، لأنه أصل هذه اللام لام التعليل ولذلك قيل : هي لام التعليل وقيل : زائدة.
وعن سيبويه أن الفعل الذي قبل هذه اللام مقدر بمصدر مرفوع على الابتداء وأن اللام وما بعدها خبره، أي إرادتهم للفجور.
واتفقوا على أن لا مفعول للفعل الواقع بعدها، ولهذا الاستعمال الخاص بها.
قال النحاس سماها بعضُ القُراء ( لاَمَ أنْ ).
وتقدم الكلام عليها في مواضع منها عند قوله تعالى :﴿ يُريد الله ليُبَيِّنَ لكم ﴾ في سورة النساء ( ٢٦ ).
وأمَام : أصله اسم للمكان الذي هو قُبالة من أضيف هو إليه وهو ضد خلْف، ويطلق مجازاً على الزمان المستقبل، قال ابن عباس : يكذب بيوم الحساب، وقال عبد الرحمان ابن زيد : يكذب بما أمامه سَفَط.
وضمير أمامه } يجوز أن يعود إلى الإِنسان، أي في مستقبله، أي من عمره فيمضي قُدُماً راكباً رأسه لا يقلع عما هو فيه من الفجور فينكر البعث فلا يَزع نفسه عما لا يريد أن يزعها من الفجور.
وإلى هذا المعنى نحا ابن عباس وأصحابه.
ويجوز أن يكون ﴿ أمامه ﴾ أُطلق على اليوم المستقبل مجازاً وإلى هذا نحا ابن عَباس في رواية عنه وعبدُ الرحمان بن زيد، ويكون ﴿ يفجر ﴾ بمعنى يكذب، أي يَكذِب باليوم المستقبل.
يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (٦)
يجوز أن تكون هذه الجملة متصلة بالتي قبلها على أنها بدل اشتمال منها لأن إرادته الاسترسال على الفجور يشتمل على التهكم بيوم البعث أو على أنها بدل مطابق على تفسير ﴿ ليفجر أمَامه ﴾ [ القيامة : ٥ ] بالتكذيب بيوم البعث.
ويجوز أن تكون مستأنفة للتعجيب من حال سؤالهم عن وقت يوم القيامة وهو سؤال استهزاء لاعتقادهم استحالَة وقوعه.
و﴿ أيان ﴾ اسم استفهام عن الزمان البعيد لأن أصلها : أن آن كذا، ولذلك جاء في بعض لغات العرب مضموم النون وإنما فتحوا النون في اللغة الفصحى لأنهم جعلوا الكلمة كلها ظرفاً فصارت ﴿ أيان ﴾ بمعنى ( متَى ).


الصفحة التالية
Icon