وفيه وجهان أحدهما : أن يكون المستقر بمعنى الاستقرار، بمعنى أنهم لا يقدرون أن يستقروا إلى غيره، وينصبوا إلى غيره، كما قال :﴿إِنَّ إلى رَبّكَ الرجعى﴾ [ العلق : ٨ ] ﴿وإلى الله المصير﴾ [ النور : ٤٢ ] ﴿أَلاَ إِلَى الله تَصِيرُ الأمور﴾ [ الشورى : ٥٣ ] ﴿وَأَنَّ إلى رَبّكَ المنتهى﴾ [ النجم : ١٢ ] الثاني : أن يكون المعنى إلى ربك مستقرهم، أي موضع قرارهم من جنة أو نار، أي مفوض ذلك إلى مشيئته من شاء أدخله الجنة، ومن شاء أدخله النار.
يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣)
بما قدم من عمل عمله، وبما أخر من عمل لم يعمله، أو بما قدم من ماله فتصدق به وبما أخره فخلفه، أو بما قدم من عمل الخير والشر وبما أخر من سنة حسنة أو سيئة، فعمل بها بعده، وعن مجاهد أنه مفسر بأول العمل وآخره، ونظيره قوله :﴿فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ أحصاه الله وَنَسُوهُ﴾ [ المجادلة : ٦ ] وقال :﴿وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَءاثَارَهُمْ﴾ [ يس : ١٢ ] واعلم أن الأظهر أن هذا الإنباء يكون يوم القيامة عند العرض، والمحاسبة ووزن الأعمال، ويجوز أن يكون عند الموت وذلك أنه إذا مات بين له مقعده من الجنة والنار.
بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤)