أطعم لله، ولا يكسى يومئذ إلا من كسا لله، ولا يكفى إلا من اتكل على الله. ومصداق هذا من كتاب الله عز وجل قوله الحق يوفون بالنذر إلى قوله تعالى : فوقاهم الله شر ذلك اليوم أي من إزالة الجوع والعطش والعرى إلى غير ذلك من أهوال القيامة وأفزاعها على ما يأتي بيانه في هذا الباب الذي يليه.
أبو بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان قال : تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين. قال : فيعرفون حتى يرشح العرق في الأرض قامة، ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل قال سلمان : حتى يقول الرجل غرغر، فإذا رأوا ما هم فيه قال بعضهم لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ائتوا أباكم آدم فيشفع لكم. الحديث بطوله، وسيأتي مرفوعاً من حديث أبي هريرة، وأخرجه ابن المبارك قال : أنبأنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال : تدنى الشمس من الناس يوم القيامة حتى تكون من رؤوسهم قاب قوسين فتعطى حر عشر سنين وليس على أحد يومئذ طحرية ولا يرى فيها عورة مؤمن ولا مؤمنة لا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة وأما الآخرون أو قال الكفار فتطبخهم طبخاً فإنما تقول أجوافهم :[ غق غق ] قال نعيم : الطحرية : الخرقة. وأخرجه هناد بن السري، حدثنا قبيضة عن سفيان عن سليمان التيمي فذكره سواء إلا أنه قال [ ولا يجد حرها ] بدل [ ولا يضر ] وقال [ وأما الكافر أو الآخرون فتطبخهم طبخاً حتى يسمع لأجوافهم غق غق ].
مسلم عن سليم بن عامر، عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم بن عامر فو الله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أو الميل الذي تكحل به العين قال [ فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم