قال المغيرة بن شعبة : يقولون القيامة، وقيامة أحدهم موته، وهذه القيامة ليست مرادة هنا واللّه أعلم، وانما هي القيامة الكبرى، لأن سياق الآية يدل عليها ويأبى صرفه لما في قول المغيرة، والأحسن في تفسير اللوامة أن نقول هي التي تلوم صاحبها على مافات منه إن كان خيرا لم لم يزدد منه، وإن كان شرا لم لم يقلع عنه، يدل عليه قوله صلّى اللّه عليه وسلم : ما منكم يوم القيامة إلا ندم، إن كان محسنا ندم أن لا ازداد وان كان مسيئا ندم ان لا أقلع، لأن المؤمن لا بد له أن يحاسب نفسه دائما على كل ما يقع منه ويزنه في ميزان الشرع، حتى كلامه المباح وأكله الحلال هل أراد بهما وجه اللّه والتقوي على طاعته أم لا، وينبغي أن يستحقر أعماله واجتهاده في طاعة اللّه لأنه كلما رأى نفسه مزدادة فهي مقصرة إذا عقل قوله تعالى :(وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الآية ٥٦ من سورة الذاريات في ج ٢ والآية عامة، وما قيل إن المراد بها نفس آدم عليه السلام، لأنها لمّا تزل تلومه على ما وقع منه، وفرط به لا دليل له عليه، ولا يوجد ما يؤيده، بل هي شاملة لكل نفس، وجواب القسم محذوف تقديره لتكوننّ القيامة ولتبعثنّ فيها وتحاسبون على ما وقع منكم، بدليل قوله عز قوله "أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ" الذي ينكر البعث، ولم يؤمن به جحدا وكفرا "أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ ٣" بعد تفرقها وصيرورتها رفاتا، واختلاطها بالتراب ونسفها بالرياح، وبعد أن أكلتها الوحوش والطيور والحيتان، يقول اللّه تعالى : تستعظم علينا أيها الإنسان هذا كلا لا تستكثره على من خلقك من العدم، "بلى" أيها الكافر نفعل ذلك حالة كوننا "قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ٤" عظام رؤوس أصابعه، وإنما


الصفحة التالية
Icon