يزرق في الرحم "ثُمَّ كانَ عَلَقَةً" قطعة دم جامد بعد ذلك "فَخَلَقَ" جعل اللّه تلك العلقة جنينا "فَسَوَّى ٣٨" خلقه وجعله بشرا سويا معتدلا كاملا "فَجَعَلَ مِنْهُ" في أصل البشر وهو آدم عليه السلام أو من المني المذكور "الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ٣٩" الصنفين الزوجين : الإنسان والحيوان والطيور والحيتان، وغيرها مما هو مخلوق بحسب التوالد، راجع تفسير الآية ٣ من سورة والليل المارة وللبحث صلة في الآية ٤٥ من سور النور في ج ٣، وإنما ذكر جل شأنه خلقه بخلقهم بسائق ذكر منكري البعث، والمختالين في مشيهم المتكبرين على حضرة الرسول يشير إليهم فيها أن من كان هذا حاله أولا وبيدنا تكوينه، كيف ينكر علينا قدرتنا عليه، وإعادته بعد الموت ويتعاظم ويتجبر على نبينا "أَ لَيْسَ ذلِكَ) الذي فعل هذا كله هو الإله العظيم الآلاء، البديع الإنشاء "بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ٤٠" بعد إماتتهم كما بدأهم أول مرة، بلى واللّه قادر، أخرج أبو داود عن موسى ابن أبي عائشة قال : كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ (أَ لَيْسَ ذلِكَ) قال سبحانك بلى فسألوه عن ذلك فقال :
سمعته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم هذا، واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين إلى يوم الدين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ١ صـ ٢٣٧ ـ ٢٤٧﴾