وقيل : الثانى وقع موقع الكناية ؛ كقوله تعالى :﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ.... وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ.... وَاللَّهُ يَسْمَعُ.... إِنَّ اللَّهَ﴾ فصرّح ؛ تعظيما، وتفخيما، وتيمّنًا، قال تاج القرّاءِ : ويحتمل أَن يقال : أَراد بالأَوّل الشّمس ؛ قياساً على القمرين.
ولهذا ذكَّر فقال :﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ أَى جُمِع القمران ؛ فإِنَّ التَّثنية أُخت العطف.
وهذه دقيقة.
قوله :﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ كرّرها مرّتين، بل كرّرها أَربع مرّات ؛ فإِنَّ قوله :﴿أَوْلَى لَكَ﴾ تمام فى الذمّ ؛ بدليل قوله :(فأَولى لهم) ؛ فإِنَّ جمهور المفسرين ذهبوا إِلى أَنَّه للتَّهديد.
وإِنَّما كرّرها لأَنَّ المعنى : أَولى لك الموت، فأَولى لك العذاب فى القبر ثمّ أَولى أَهوالُ القيامة، فأَولى لك عذاب النَّار، نعذ بالله منها.
فضل السّورة
عن أُبىّ : مَنْ قرأَها شهِدْت أَنا وجَبْرئيلُ يوم القيامة أَنَّه كان مؤمناً بيوم القيامة، وجاءَ و وجهه مُسْفِرٌ على وجوه الخلائق يوم القيامة، وحديث علىّ : يا علىّ مَنْ قرأَها أَعطاه الله ثواب أُمّتى ذكرا وأُنثى، وكتب الله له بكلّ آية قرأَها ثمانين حسنة. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٤٩٠ ـ ٤٩٢﴾


الصفحة التالية
Icon