وهذه استعارة على أكثر الأقوال. والمراد بها- واللّه أعلم- صفة الشّدّتين المجتمعتين على المرء من فراق الدنيا، ولقاء أسباب الآخرة. وقد ذكرنا فيما تقدم مذهب العرب فى العبارة عن الأمر الشديد، والخطب الفظيع، بذكر الكشف عن الساق، والقيام عن ساق. فلا فائدة فى تكرير ذلك وإعادته.
وقد يجوز أن يكون السّاق هاهنا جمع ساقة كما قالوا : حاجة وحاج. وغاية وغاى.
والساقة : هم الذين يكونون فى أعقاب الناس يحفّزونهم على السّير، وهذا فى صفة أحوال الآخرة وسوق الملائكة السابقين بالكثرة، حتى يلتفّ بعضهم ببعض من شديد الحفز، وعنيف السير والسّوق. ومما يقوّى ذلك قوله تعالى : إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ.
والوجه الأول أقرب، وهذا الوجه أغرب. أ هـ ﴿تلخيص البيان صـ ٣٥٥ ـ ٣٥٦﴾