قال أهل العربية :﴿لا﴾ ههنا في موضع لم فقوله :﴿فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلى﴾ أي لم يصدق ولم يصل، وهو كقوله :﴿فَلاَ اقتحم العقبة﴾ [ البلد : ١١ ] أي لم يقتحم، وكذلك ما روي في الحديث :" أرأيت من لا أكل ولا شرب، ولا استهل " قال الكسائي : لم أر العرب قالت في مثل هذا كلمة وحدها حتى تتبعها بأخرى، إما مصرحاً أو مقدراً، أما المصرح فلا يقولون : لا عبد الله خارج حتى يقولون، ولا فلان، ولا يقولون : مررت برجل لا يحسن حتى يقولوا، ولا يجمل، وأما المقدر فهو كقوله :﴿فَلاَ اقتحم العقبة﴾ ثم اعترض الكلام، فقال :﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا العقبة * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ﴾ [ البلد : ١٢، ١٤ ] وكان التقدير لا فك رقبة، ولا أطعم مسكيناً، فاكتفى به مرة واحدة، ومنهم من قال التقدير في قوله :﴿فَلاَ اقتحم﴾ أي أفلا اقتحم، وهلا اقتحم.
أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٥)
قال قتادة والكلبي ومقاتل : أخذ رسول الله ﷺ بيد أبي جهل.