يكون نصباً على ذلك: جزاؤهم جنة متكئين فيها، ودانيةً ظلالها. وإن شئت جعلت: الدانية تابعة للمتكئين على سبيل القطع الذى قد يكون رفعاً على [/ب] الاستئناف. فيجوز مثل قوله: ﴿وَهَذَا بَعْلِى شَيْخاً﴾ "وشيخٌ"، وهى فى قراءة أبى: "ودانٍ عليهم ظلالها" فهذا مستأنف فى موضع رفع، وفى قراءة عبدالله: "ودانياً عليهم ظلالها"، وتذكير الدانى وتأنيثه كقوله: ﴿خَاشِعاً أبْصَارُهم﴾ فى موضع، وفى موضع ﴿خاشعةً أبصارهم﴾. وقد تكون الدانيةُ منصوبة على مثل قول العرب: عند فلان جاريةٌ جميلةٌ، وشابةً بعد طريةً، يعترضون بالمدح اعتراضاً، فلا ينوون به النسق على ما قبله، وكأنهم يضمرون مع هذه الواو فعلا تكون به النصب فى إحدى القراءتين: "وحوراً عيناً". أنشدنى بعضهم:
ويأوى إلى نسوة عاطلاتٍ * وشُعثا مراضيعَ مثل السعالِى
بالنصب يعنى: وشعثا، والخفض أكثر.
وقوله عز وجل: ﴿وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً...﴾.
يجتنى أهل الجنة الثمرة قياماً وقعوداً، وعلى كل حال لا كلفة فيها.
﴿ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿كَانَتْ قَوَارِيرَاْ...﴾.
يقول: كانت كصفاء القوارير، وبياض الفضة، فاجتمع فيها صفاء القوارير، وبياض الفضة.
﴿ قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿قَدَّرُوهَا...﴾.
قدروا الكأس على رِى أحدهم لا فضل فيه ولا عجز عن ريه، وهو ألذ الشراب.
وقد رَوى بعضهم عن الشعبى: (قُدِّروها تَقْدِيراً). والمعنى واحد، والله أعلم، قدِّرت لهم، وقدِروا لها سواء.
﴿ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً ﴾
وقوله: ﴿كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً...﴾.


الصفحة التالية
Icon