وقال الأخفش :
سورة ( الإنسان )
﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾
قال ﴿أَمْشَاجٍ﴾ واحدها: "المَشَج".
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾
وقال ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾ كذلك ﴿إِمَّا العَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ﴾ كأنك لم تذكر "إمَّا" [١٨٠] وان شئت ابتدأت ما بعدها فرفعته.
﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ﴾
وقال ﴿عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ فنصبه من ثلاثة أوجه، ان شئت فعلى قوله ﴿يَشْرَبُونَ﴾ [٥] "﴿عَيْناً﴾" وان شئت فعلى ﴿يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً﴾ ﴿عَيْناً﴾ وان شئت فعلى وجه المدح كما يذكر لك الرجل فتقول انت: "العاقلَ واللبيبَ" أي: ذكرتَ العاقلَ اللبيبَ. على "أَعْنِي عَيْناً".
﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً ﴾
[وقال] ﴿وَلاَ شُكُوراً﴾ ان شئت جعلته جماعة "الشُكْر" وجعلت "الكُفُور" جماعة "الكُفْر" مثل "الفَلْس" و"الفُلُوس". وان شئت جعلته مصدرا واحدا في معنى جميع مثل: "قَعَد قُعُودا" و"خَرَج خُروجا".
﴿ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً ﴾