فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة
قال ابن خالويه :
ومن سورة الإنسان
قوله تعالى ﴿ سلاسل ﴾ يقرأ بالتنوين وتركه فالحجة لمن نون انه شاكل به ما قبله من رؤوس الآي لانها بالالف وان لم تكن رأس آية ووقف عليهما بالالف والحجة لمن ترك التنوين قال هي على وزن فعالل وهذا الوزن لان ينصرف الا في ضرورة شاعر وليس في القرآن ضرورة وكان ابو عمرو يتبع السواد في الوقف فيقف بالالف ويحذف عند الادراج
قوله تعالى ﴿ كانت قواريرا قوارير ﴾ يقرآن معا بالتنوين وبالالف في الوقف وبطرح التنوين فيهما والوقف على الاول وعلى الثاني بغير ألف الا ما روي عن حمزة انه كان يقف عليهما بغير الف فالحجة لمن قرأهما بالتنوين انه نون الاولى لانها رأس آية وكتابتها في السواد بألف وأتبعها الثانية لفظا لقربها منها وكراهية للمخالفة بينهما وهما سيان كما قال الكسائي ﴿ ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود ﴾ فصرف الثاني لقربه من الاول والحجة لمن ترك التنوين انه اتى بمحض قياس العربية لأنه على وزن فواعيل وهذا الوزن نهاية الجمع المخالف لبناء الواحد فهذا ثقل وهو مع ذلك جمع والجمع فيه ثقل ثان فلما اجتمع فيه ثقلان منعاه من الصرف
فأما الوقف عليه في هذه القراءة بالالف فاتباع للخط ولان من العرب من يقول رأيت عمرا فيقف على ما لا ينصرف بالالف ولزم حمزة القياس وصلا ووقفا
وأراد بقوله ﴿ من فضة ﴾ صفاء لونها وانها تؤدي ما داخلها كما يؤدي الزجاج
قوله تعالى ﴿ عاليهم ﴾ يقرأ بفتح الياء وسكونها فالحجة لمن فتح انه جعله ظرفا من المكان لان الثاني فيه غير الاول كما تقول فوقك السقف وامامك الخير والحجة لمن اسكن انه جعله اسما واراد به ان الاول هو الثاني كما تقول فوقك رأسك وامامك طهرك فهذا فرق ما بين الظرف والاسم في هذا القبيل وما اشبهه فمن فتح الياء ضم الهاء ومن اسكنها كسر الهاء