وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ ولدان مُّخَلَّدُونَ ﴾
و﴿ مخلدون ﴾ قال جمهور الناس : معناه باقون من الخلود، وجعلهم ولداناً لأنهم في هيئة الولدان في السن لا يتغيرون عن تلك الحال، وقال أبو عبيدة وغيره ﴿ مخلدون ﴾ معناه مقرطون، والخلدات حلي يعلق في الآذان، ومنه قول الشاعر :[ الكامل ]
ومخلدات باللجين كأنما... أعجازهن أقاوب الكثبان.
وشهرة هذه اللغة في حمير، وشبههم ب " اللؤلؤ المنثور " في بياضهم وانتشارهم في المساكين يجيئون ويذهبون وفي جمالهم، ومنه سميت المرأة درة وجوهرة، ثم كرر ذكر الرؤية مبالغة، و﴿ ثم ﴾ ظرف والعامل فيه ﴿ رأيت ﴾ أو معناه؟ وقال الفراء التقدير :﴿ رأيت ﴾ ما ﴿ ثم ﴾ وحذفت ما، وقرأ حميد الأعرج " ثُم " بضم الثاء، و" النعيم " : ما هم فيه من حسن عيش، و" الملك الكبير " قال سفيان : هو استئذان الملائكة وتسليمهم عليهم وتعظيمهم لهم، فهم في ذلك كالملوك، وقال أكثر المفسرين :" الملك الكبير " اتساع مواضعهم، فروي عن عبد الله بن عمر أنه قال : ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف غلام كلهم مختلف شغله من شغل أصحابه، وأدنى أهل الجنة منزلة من ينظر من ملكه في مسيرة ألف عام يرى أقصاه كما يرى أدناه.
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ