السؤال الثاني : السوار إنما يليق بالنساء وهو عيب للرجال، فكيف ذكر الله تعالى ذلك في معرض الترغيب ؟ الجواب : أهل الجنة جرد مرد شباب فلا يبعد أن يحلوا ذهباً وفضة وإن كانوا رجالاً، وقيل : هذه الأسورة من الفضة والذهب إنما تكون لنساء أهل الجنة وللصبيان فقط، ثم غلب في اللفظ جانب التذكير، وفي الآية وجه آخر، وهو أن آلة أكثر الأعمال هي اليد وتلك الأعمال والمجاهدات هي التي يتوسل بها إلى تحصيل المعارف الإلهية والأنوار الصمدية، فتكون تلك الأعمال جارية مجرى الذهب والفضة التي يتوسل بهما إلى تحصيل المطالب، فلما كانت تلك الأعمال صادرة من اليد كانت تلك الأعمال جارية مجرى سوار الذهب والفضة، فسميت الأعمال والمجاهدات بسوار الذهب والفضة، وعبر عن تلك الأنوار الفائضة عن الحضرة الصمدية بقوله :﴿وسقاهم رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً﴾ وبالجملة فقوله :﴿وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ﴾ إشارة إلى قوله :﴿والذين جاهدوا فِينَا﴾ وقوله :﴿وسقاهم رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً﴾ إشارة إلى قوله :﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [ العنكبوت : ٦٩ ] فهذا احتمال خطر بالبال، والله أعلم بمراده.


الصفحة التالية
Icon