سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عقبى الدار } [ الرعد : ٢٤ ] وقيل : المُلْك الكبير كون التّيجان على رؤوسهم كما تكون على رأس ملك من الملوك.
وقال الترمذيّ الحكيم : يعني مُلْك التكوين، فإذا أرادوا شيئاً قالوا له كن.
وقال أبو بكر الورّاق : مُلْك لا يتعقبه هُلْك.
وفي الخبر عن النبيّ ﷺ :" إنّ الملك الكبير هو أنّ أدناهم منزلة ينظر في مُلْكه مسيرة ألفي عام، يَرَى أقصاه كما يرى أدناه " قال :" وإن أفضلهم منزلة مَن ينظر في وجه ربّه تعالى كل يوم مرتين " سبحان المنعم.
قوله تعالى :﴿ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ﴾ قرأ نافع وحمزة وابن محيصن "عالِيهِم" ساكنة الياء، واختاره أبو عبيد اعتبارا بقراءة ابن مسعود وابن وثاب وغيرهما "عَالِيَتُهُمْ" وبتفسير ابن عباس : أما رأيت الرجل عليه ثيابٌ يعلوها أفضل منها.
الفراء : وهو مرفوع بالابتداء وخبره "ثِيَابُ سُنْدُسٍ" واسم الفاعل يراد به الجمع.
ويجوز في قول الأخفش أن يكون إفراده على أنه اسم فاعل متقدّم و"ثيابُ" مرتفعة به وسَدّت مسدّ الخبر، والإضافة فيه في تقدير الانفصال لأنه لم يَخُصّ، وابتدىء به لأنه اختص بالإضافة.
وقرأ الباقون "عَالِيَهُمْ" بالنصب.
وقال الفراء : هو كقولك فَوْقَهم، والعرب تقول : قومُك داخلَ الدارِ فينصبون داخل على الظرف، لأنه مَحلّ.
وأنكر الزجاج هذا وقال : هو مما لا نعرفه في الظروف، ولو كان ظرفاً لم يجز إسكان الياء، ولكنه بالنصب على الحال من شيئين : أحدهما الهاء والميم في قوله :﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ ﴾ أي على الأبرار "وِلْدَانٌ" ﴿ وِلْدَانٌ ﴾ عالياً الأبرارَ ثيابُ سندسٍ ؛ أي يطوف عليهم في هذه الحال، والثاني أن يكون حالاً من الولدان ؛ أي ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ﴾ في حال علوّ الثياب أبدانهم.


الصفحة التالية
Icon