لطيفة
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى نشر )
نَشَر الثَّوبَ والسَّحابَ والصحيفَةَ والنِّعمة والحديثَ : بَسَطها، قال تعالى :﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾.
وقوله :﴿والنَّاشِرَاتِ نَشْراً﴾ أَى الملائكة الَّتى تَنْشُر الرِّياحَ، أَو الرّياحُ الَّتى تَنْشُر السَّحابَ.
ويقال فى جمع الناشر : نُشُرٌ.
وقُرِئ :﴿نُشُراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ فيكون كقوله :﴿والناشِرات﴾.
ونَشَر المَيِّتُ يَنْشُر نُشوراً، أَى عاش بعد الموت قال الأَعشَى :
*حَتَّى يقولَ النَّاسُ ممّا أَوْا * يا عَجَباً للمَيِّت النَّاشرِ*
ومنه يومُ النُّشور، قال تعالى :﴿وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾.
وأَنْشَرَ اللهُ المَيِّتَ فنَشَرَ.
وقيل : نَشْرُ اللهِ المَيْتَ من نَشْرِ الثَوْب، وأَنْشرَه : أَحْيَاهُ، ومنه قراءَةُ ابن عبّاس :﴿كيف نُنْشِرُها﴾ قال الفرّاءُ :[ومن قرأَ نَنْشُرها وهى قراءَة الحَسَن فكأَنَّه] ذهب إِلى النشر والطَّىّ، قال : والوجه أَن يقول أَنْشَرَهم الله فَنَشَرُوا، وأَنشد الأَصمعىّ لأَبى ذُؤَيب الهُذَلّى :
*لو كانَ مدْحَةُ حىٍّ أَنْشَرَت أَحداً * أَحْيَا أُبوّتَك الشُمَّ الأَماديحُ*
ونَشَر الخشبةَ بالمِنْشار.
وله نَشْرٌ طَيِّبٌ، وهو ما انْتَشَر من رائِحته، قال المرقِّش :
*النَّشْرُ مِسْكٌ والوُجُوهُ دَنا * نيرُ وَأَطْرافُ الأَكُفِّ عَنَمْ*
ونَشَرْتُ الخَبر أَنْشُره وأَنْشِرُه : أَذَعْتُه.
وصُحُفٌ مُنَشَّرة.
شُدِّدت للكثرة.
ونَشَرْتُ عن العليل نَشْراً، ونَشَّرت عنه تَنِشيراً : إِذا رَقَيْتَه بالنُّشْرة ؛ كأَنَّك تفرّق عنه العِلَّة.
وفى الحديث :"فلعلَّ طَبّاً أَصابَه، أَى سِحْرا، ثم نَشَّرَه بقُلْ أَعوذُ بربّ الناس" سَمَّوا السحْرَ طَبّاً تفاؤلاً بالبراءِ. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ٥ صـ ٥٢ ـ ٥٣﴾


الصفحة التالية
Icon