ولما كان من المعلوم أنهم يقولون استهزاء : متى هو؟ وكان وقته مما استأثر الله بعلمه لأن إخفاءه عن كل أحد أوقع في النفوس وأهيب عند القعول، سبب عن ذلك قوله ذاكراً ما لا تحتمله العقول لتزداد الهيبة ويتعاظم الخوف معبراً بأدة التحقق :﴿فإذا النجوم﴾ أي على كثرتها ﴿طمست﴾ أي أذهب ضوءها بأيسر أمر فاستوت مع بقية السماء، فدل طمسها على أن لفاعله غاية القدرة، وأعاد الظرف تأكيداً للمعنى زيادة في التخويف فقال :﴿وإذا السماء﴾ أي على عظمتها ﴿فرجت﴾ أي انشقت فخربت السقوف وما بها من القناديل بأسهل أمر ﴿وإذا الجبال﴾ أي على صلابتها ﴿نسفت﴾ أي ذهب بها كلها بسرعة ففرقتها الرياح، فكانت هباء منبثاً فلم يبق لها أثر، وذلك كما ينسف الحب، فزال ثبات الأرض بالأسباب التي هي الرواسي، لأن تلك الدار ليست بدار أسباب.