ويحتمل أني ريد بقوله ﴿ عرفاً ﴾ أي متتابعة على التشبيه بتتابع عرف الفرس وأعراف الجبال ونحو ذلك، والعرب تقول : الناس إلى فلان عرف واحد إذا توجهوا إليه، ويحتمل أن يريد بالعرف أي بالحق، والأمر بالمعروف، وهذه الأقوال في عرف تتجه في قول من قال في ﴿ المرسلات ﴾ إنها الملائكة، ومن قال إن ﴿ المرسلات ﴾ الرياح اتجه في العرف القول الأول على تخصيص الرياح التي هي نعمة وبها الأرزاق والنجاة في البحر وغير ذلك مما لا فقه فيه، ويكون الصنف الآخر من الرياح في قوله ﴿ فالعاصفات عصفاً ﴾ ويحتمل أن يكون بمعنى ﴿ والمرسلات ﴾ الرياح التي يعرفها الناس ويعهدونها، ثم عقب بذكر الصنف المستنكر الضار وهي ﴿ العاصفات ﴾، ويحتمل أن يريد بالعرف مع الرياح التتابع كعرف الفرس ونحوه، وتقول العرب هب عرف من ريح، والقول في العرف مع أن ﴿ المرسلات ﴾ هي الرياح يطرد على أن ﴿ المرسلات ﴾ السحاب، وقرأ عيسى " عُرفاً " بضم الراء، و﴿ العاصفات ﴾ من الريح الشديدة العاصفة للشجر وغيره، واختلف الناس في قولهم ﴿ والناشرات ﴾ فقال مقاتل والسدي هي الملائكة تنشر صحف العباد بالأعمال، وقال ابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة هي الرياح تنشر رحمة الله ومطره، وقال بعض المتأولين :﴿ الناشرات ﴾ الرمم الناشرات في بعث يوم القيامة يقال نشرت الميت، ومنه قول الأعشى :[ السريع ]