وقال الآلوسى :
﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مّن مَّاء مَّهِينٍ ﴾
من نطفة قذرة مهينة وليس فيه دليل على نجاسة المني.
﴿ فجعلناه فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴾ هو الرحم.
﴿ إلى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾ أي مقدار معلوم عند الله تعالى من الوقت قدره سبحانه للولادة تسعة أشهر أو أقل منها أو أكثر.
﴿ فَقَدَرْنَا ﴾ أي فقدرنا ذلك تقديراً ﴿ فَنِعْمَ القادرون ﴾ أي فنعم المقدرون له نحن وجوز أن يكون المعنى فقدرنا على ذلك فنعم القادرون عليه نحن والأول أولى لقراءة علي كرم الله تعالى وجهه ونافع والكسائي فقدرنا بالتشديد ولقوله تعالى ﴿ من نطفة خلقه فقدره ﴾ [ عبس : ١٩ ] ولقوله سبحانه ﴿ إلى قدر معلوم ﴾ [ المرسلات : ٢٢ ] فزاده تفخيماً بأن جعلت الغاية مقصودة بنفسها فقيل فقدرنا ذلك تقديراً أي تقديراً دالاً على كمال القدرة وكمال الرحمة على أن حديث القدرة قد تم في قوله تعالى :﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّم ﴾ [ المرسلات : ٢٠ ] وقول الطيبي في ترجيح الثاني إثبات القدرة أولى لأن الكلام مع المنكرين لا وجه له إذ لا أحد ينكر هذه القدرة ولو سلم فقد قرروا بها بقوله تعالى ألم نخلقكم فتأمل.
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ أي بقدرتنا على ذلك أو الإعادة.
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض كِفَاتاً ﴾ الكفات اسم جنس أو اسم آلة لما يكفت أي يضم ويجمع من كفت الشيء إذا ضمه وجمعه كالضمام والجماع لما يضم ويجمع وأنشدوا قول الصمصامة بن الطرماح
: فأنت اليوم فوق الأرض حي...
وأنت غداً تضمك في كفات
وعن أبي عبيدة تفسيره بالوعاء وقوله تعالى :