وقال الضحاك : يريد ما ينشر من الكتب وأعمال بني آدم.
وقال الربيع : إنه البعث للقيامة بنشر الأرواح، وجاء بالواو هنا لأنه استئناف قسم آخر :﴿ فالفارقات فَرْقاً ﴾ يعني : الملائكة تأتي بما يفرّق بين الحق والباطل.
والحلال والحرام.
وقال مجاهد : هي الريح تفرق بين السحاب فتبدّده.
وروي عنه أنها آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل، وقيل : هي الرسل فرقوا ما بين ما أمر الله به ونهى عنه، وبه قال الحسن :﴿ فالملقيات ذِكْراً ﴾ هي الملائكة.
قال القرطبي بإجماع، أي : تلقي الوحي إلى الأنبياء.
وقيل : هو جبريل، وسمي باسم الجمع تعظيماً له.
وقيل : هي الرسل يلقون إلى أممهم ما أنزل الله عليهم، قاله قطرب.
قرأ الجمهور :﴿ فالملقيات ﴾ بسكون اللام، وتخفيف القاف اسم فاعل، وقرأ ابن عباس بفتح اللام، وتشديد القاف من التلقية وهي إيصال الكلام إلى المخاطب، والراجح أن الثلاثة الأول للرياح، والرابع والخامس للملائكة، وهو الذي اختاره الزجاج، والقاضي، وغيرهما.
﴿ عُذْراً أَوْ نُذْراً ﴾ انتصابهما على البدل من ﴿ ذكراً ﴾، أو على المفعولية، والعامل فيهما المصدر المنوّن، كما في قوله :
﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ﴾ [ البلد : ١٤، ١٥ ] أو على المفعول لأجله، أي : للإعذار والإنذار، أو على الحال بالتأويل المعروف، أي : معذرين أو منذرين.
قرأ الجمهور بإسكان الذال فيهما.
وقرأ زيد بن ثابت، وابنه خارجة بن زيد، وطلحة بضمهما.
وقرأ الحرميان، وابن عامر، وأبو بكر بسكونها في عذراً وضمها في نذراً.
وقرأ الجمهور :﴿ عذراً أو نذراً ﴾ على العطف ب " أو ".
وقرأ إبراهيم التيمي، وقتادة على العطف بالواو بدون ألف، والمعنى : أن الملائكة تلقي الوحي إعذاراً من الله إلى خلقه، وإنذاراً من عذابه، كذا قال الفرّاء.
وقيل : عذراً للمحقين ونذراً للمبطلين.