ولما ذكر تعالى المكذبين قال مخاطباً لمحمد ﷺ ﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾ أي يوم القيامة أسكتتهم الهيبة وذل الكفر، و﴿ هذا ﴾ في موطن قاض بأنهم ﴿ لا ينطقون ﴾ فيه إذ قد نطق القرآن بنطقهم ربنا أخرجنا، ربنا أمتنا، فهي مواطن. و﴿ يوم ﴾ مضاف إلى قوله ﴿ لا ينطقون ﴾ وقرأ الأعرج والأعمش وأبو حيوة " هذا يومَ " بالنصب لما أضيف إلى غير متمكن بناه فهي فتحة بناء وهو في موضع رفع، ويحتمل أن يكون ظرفاً وتكون الإشارة ب ﴿ هذا ﴾ إلى رميها ﴿ بشرر كالقصر ﴾، وقوله ﴿ فيعتذرون ﴾ معطوف على ﴿ يؤذن ﴾ ولم ينصب في جواب النفي لتشابه رؤوس الآي، والوجهان جائزان، وقوله تعالى :﴿ هذا يوم الفصل جمعناكم ﴾ مخاطبة للكفار يومئذ. و" الأولون " المشار إليهم قوم نوح وغيرهم. ممن جاء في صدر الدنيا وعلى وجه الدهر، ثم وقف تعالى عبيده الكفار المستوجبين عقابه بقوله :﴿ فإن كان لكم كيد فكيدون ﴾ أي إن كان لكم حيلة أو مكيدة تنجيكم فافعلوها. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon