وقال الفراء في قوله تعالى :﴿ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ﴾ الفاء نَسْق أي عطف على "يُؤْذَن"، وأجيز ذلك ؛ لأن أواخر الكلام بالنون.
ولو قال : فيعتذروا لم يوافق الآيات.
وقد قال :﴿ لاَ يقضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ ﴾ بالنصب وكله صواب ؛ ومثله :﴿ مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ ﴾ بالنصب والرفع.
قوله تعالى :﴿ هذا يَوْمُ الفصل ﴾
أي ويقال لهم هذا اليوم الذي يُفْصل فيه بين الخلائق ؛ فيتبين المحقّ من المبطل.
﴿ جَمَعْنَاكُمْ والأولين ﴾ قال ابن عباس : جمع الذين كذّبوا محمداً والذين كذّبوا النبيين من قبله.
رواه عنه الضحاك.
﴿ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ ﴾ أي حيلة في الخلاص من الهلاك ﴿ فَكِيدُونِ ﴾ أي فاحتالوا لأنفسكم وقاوُوْني ولن تجدوا ذلك.
وقيل : أي ﴿ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ ﴾ أي قدرتم على حرب "فَكِيدُونِي" أي حاربوني.
كذا روى الضحاك عن ابن عباس.
قال : يريد كنتم في الدنيا تحاربون محمداً ﷺ وتحاربونني فاليوم حاربوني.
وقيل : أي إنكم كنتم في الدنيا تعملون بالمعاصي وقد عجزتم الآن عنها وعن الدَّفْع عن أنفسكم.
وقيل : إنه من قول النبيّ ﷺ، فيكون كقول هود :﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ ﴾ [ هود : ٥٥ ]. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٩ صـ ﴾