وقال ملا حويش :
تفسير سورة المرسلات
عدد ٣٣ - ٧٧
نزلت بمكة بعد الهمزة، وهي خمسون آية عدا الآية ٤٨ فإنها نزلت بالمدينة، ومائة وثمانون كلمة، وثمانمائة وستة عشر حرفا، لا يوجد سورة مبدوءة بما بدئت به، وختمت بما ختمت به سورة يوسف فقط، لا ناسخ ولا منسوخ فيها.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى مقسما :"وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ١" الرياح المرسلة المتتابعة الكثيرة تهب بعضها اثر بعض، ومنه طار القطن عرفا أي بعضه خلف بعض، وجاء القوم عرفا أي جماعات بعضهم وراء بعض "فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً ٢" الرياح الشديدة الهبوب تعصف، أي تكسر الأشجار كسرا أو تدحرج الأحجار دحرجة "وَالنَّاشِراتِ نَشْراً ٣" الرياح المنبثة التي تنشر السحاب في السماء
"فَالْفارِقاتِ فَرْقاً ٤" الملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل فيشكرون من يقوم بالأول ويمقتون الثاني، وسمي القرآن فرقانا لأنه يفرق بين الكذب والصدق وقيل هي فارقة السحب الحائلة بين تتابع الهواء كما قيل ان المراد بالناشرات الرياح التي تنشر لأخبار كالمذياع، وعليه ليكون من معجزات القرآن لفقدانه أبان نزوله "فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً ٥" الريح الشديدة المخوفة الملقية في النفوس اللجوء إلى اللّه تعالى، أو الملائكة الذين يلقون الوحي إلى الأنبياء بما يوحي لهم اللّه "عُذْراً" للمتقين المتمسكين به "أَوْ نُذْراً ٦" للمبطلين الذين يعرضون عنه أو عذرا من اللّه إلى خلقه على حد قوله تعالى :(وقالوا لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ) الآية ١٦٤ من الأعراف الآتية، أي لئلا يقولوا ما جاءنا من نذير.


الصفحة التالية
Icon