وقوله تعالى :﴿والناشرات نَشْراً﴾ معناه أنهم نشروا أجنحتهم عند انحطاطهم إلى الأرض، أو نشروا الشرائع في الأرض، أو نشروا الرحمة أو العذاب، أو المراد الملائكة الذين ينشرون الكتب يوم الحساب، وهي الكتب التي فيها أعمال بني آدم، قال تعالى :﴿وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَابًا يلقاه مَنْشُوراً﴾ [ الإسراء : ١٣ ] وبالجملة فقد نشروا الشيء الذي أمروا بإيصاله إلى أهل الأرض ونشره فيهم وقوله تعالى :﴿فالفارقات فَرْقاً﴾ معناه أنهم يفرقون بين الحق والباطل، وقوله :﴿فالملقيات ذِكْراً﴾ معناه أنهم يلقون الذكر إلى الأنبياء، ثم المراد من الذكر يحتمل أن يكون مطلق العلم والحكمة، كما قال :﴿يُنَزّلُ الملائكة بالروح مِنْ أَمْرِهِ على مَن يَشَآء مِنْ عِبَادِهِ﴾ [ النحل : ٢ ] ويحتمل أن يكون المراد هو القرآن خاصة، وهو قوله :﴿أألقي الذّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا﴾ [ القمر : ٢٥ ] وقوله :﴿وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يلقى إِلَيْكَ الكتاب﴾ [ القصص : ٨٦ ] وهذا الملقى وإن كان هو جبريل عليه السلام وحده، إلا أنه يجوز أن يسمى الواحد باسم الجماعة على سبيل التعظيم.


الصفحة التالية
Icon