﴿ والناشرات نَشْراً ﴾ الملائكة الموكلون بالسحب ينشرونها.
وقال ابن مسعود ومجاهد : هي الرياح يرسلها الله تعالى نشراً بين يدي رحمته ؛ أي تنشر السحاب للغيث.
وروي ذلك عن أبي صالح.
وعنه أيضاً : الأمطار ؛ لأنها تنشر النبات، فالنشر بمعنى الإحياء ؛ يقال : نشر الله الميّت وأنشره أي أحياه.
وروى عنه السديّ : أنها الملائكة تنشر كتب الله عزّ وجلّ.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال : يريد ما ينشر من الكتب وأعمال بني آدم.
الضحاك : إنها الصحف تنشر على الله بأعمال العباد.
وقال الربيع : إنه البعث للقيامة تنشر فيه الأرواح.
قال :"وَالنَّاشِرَاتِ" بالواو ؛ لأنه استئناف قسم آخر.
﴿ فالفارقات فَرْقاً ﴾ الملائكة تنزل بالفرق بين الحقّ والباطل ؛ قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وأبو صالح.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال : ما تفرق الملائكة من الأقوات والأرزاق والآجال.
وروى ابن إبي نجيح عن مجاهد قال : الفارقات الرياح تفرق بين السحاب وتبدّده.
وعن سعيد عن قتادة قال :﴿ فالفارقات فَرْقاً ﴾ الفرقان، فَرّق الله فيه بين الحق والباطل والحرام والحلال.
وقاله الحسن وابن كيسان.
وقيل : يعني الرسل فَرَقوا بين ما أمر الله به ونهى عنه أي بيّنوا ذلك.
وقيل : السحابات الماطرة تشبيهاً بالناقة الفارق وهي الحامل التي تخرج وتَنِدّ في الأرض حين تضع، ونوق فَوارِقُ وفُرَّق.
وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة ؛ قال ذو الرمّة :
أَوْ مُزْنَةٌ فارقٌ يَجْلو غَوارِبَها...
تَبَوّجُ الْبَرْقِ والظَّلْمَاءُ عُلْجُومُ
﴿ فالملقيات ذِكْراً ﴾ الملائكة بإجماع ؛ أي تلقى كتب الله عز وجل إلى الأنبياء عليهم السلام ؛ قاله المهدوي.
وقيل : هو جبريل وسمي باسم الجمع ؛ لأنه كان ينزل بها.
وقيل : المراد الرسل يلقون إلى أممهم ما أنزل الله عليهم ؛ قاله قُطْرب.