كتب الأعمال كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات ﴿ فالفارقات فَرْقاً ﴾ الملائكة يفرقون بين الحق والباطل ﴿ فالملقيات ذِكْراً ﴾ الملائكة أيضاً يجيؤون بالقرآن ﴿ والكتاب عُذْراً ﴾ أو نذراً منه تعالى إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون وعن أبي صالح روايات أخر في ذلك وكذا عن أجلة الصحابة والتابعين فعن ابن مسعود وأبي هريرة ومقاتل ﴿ المرسلات ﴾ الملائكة أرسلت بالعرف ضد النكر وهو الوحي وفي أخرى عن ابن مسعود أنها الرياح وفسر ﴿ العاصفات ﴾ بالشديدات الهبوب وروى تفسير المرسلات بذلك عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وفي أخرى عن ابن عباس أنها جماعة الأنبياء أرسلت أفضالاً من الله تعالى على عباده وعن أبي مسعود ﴿ الناشرات ﴾ الرياح تنشر رحمة الله تعالى ومطره وروى عن مجاهد وقتادة وقال الربيع الملائكة تنشر الناس من قبورهم قال الضحاك الصحف تنشر على الله تعالى بأعمال العباد وعليه تكون ﴿ الناشرات ﴾ على معنى النسب وعن ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والضحاك ﴿ الفارقات ﴾ الملائكة تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام وقال قتادة والحسن وابن كيسان آيات القرآن فرقت بين ما يحل وما يحرم وعن مجاهد أيضاً الرياح تفرق بين السحاب فتبدده وعن ابن عباس وقتادة والجمهور الملقيات الملائكة تلقي ما حملت من الوحي إلى الأنبياء وعن الربيع آيات القرآن ومن الناس من فسر ﴿ العاصفات ﴾ بالآيات المهلكة كالزلازل والصواعق وغيرها ومنهم من فسر ﴿ الفارقات ﴾ بالسحائب الماطرة على تشبيهها بالناقة الفاروق وهي الحامل التي تجزع حين تضع ومنهم من فسرها بالعقول تفرق بني الحق والباطل والصحيح والفاسد إلى غير ذلك من الروايات والأقوال التي لا تكاد تنضبط والذي أخاله أظهر كون المقسم به شيئين ﴿ المرسلات العاصفات ﴾ والناشرات الفارقات الملقيات لشدة ظهور العطف بالواو في ذلك وكون الكل من جنس الريح لأنه أوفق بالمقام المتضمن لأمر الحشر والنشر لما أن الآثار المشاهدة